الربو مرض غير معدى

الربو ...........
مرض غير معدٍ يصيب منافذ الهواء داخل الرئتين، وهو من الأمراض الشائعة جداً حيث يصيب واحداً من كل عشرة أشخاص أي حوالي 600 مليون شخص في العالم. والربو من أهم أسباب الدخول إلى المستشفى أو أقسام الطوارىء في المستشفيات مسبباً اضطرابات نفسية واجتماعية كثيرة في العائلة من الغياب عن العمل أو المدرسة حيث يبلغ معدل غياب الطفل المصاب مثلاً 5 - 7 أيام سنوياً. إن احتمال الاصابة بالربو واردة في أي عمر من الأعمار وبعض المرضى تقل أعراض المرض لديهم مع تقدمهم في السن والبعض الآخر تتزايد مع كلما تقدمت بهم السن. إن أكثر من 80% من الأطفال الذين يصابون قبل دخول المدرسة تزول أعراض المرض عندهم قبل أو عند سن البلوغ. يلعب العامل الوراثي دوراً مهماً في الاصابة بمرض الربو فإذا كان أحد الوالدين مصاباً بالربو فاحتمالية اصابة الطفل تكون كبيرة. أما إذا كان كلا الوالدين مصابين بالربو، فالاحتمالية أكبر.

يمكن أن يكون الربو مصحوباً بأمراض تحسسية أخرى كالأكزيما وحمى القش. هناك مسببات أو محرضات كثيرة للربو (allevgens) مثل دخان الستائر والغبار، الحشرات، حبوب اللقاح، المواد الكيماوية، الحيوانات ذات الفراء كالقطط، التغيرات السريعة والمفاجئة في درجات الحرارة، اصابات الجهاز التنفسي الفايروسية، التمارين الرياضية وبعض الأدوية كحبوب الاسبرين والانديرال. عندما تتأثر منافذ الهواء بأحد هذه المسببات فانها تبدأ بالتورم مع تجمع المواد المخاطية داخلها مما يقلل جريان الهواء فيها ويؤثر في قدرة المريض على التنفس وخاصة في حالة الاجهاد مسبباً أعراض الربو وهي السعال مع ضيق الصدر وصعوبة التنفس مع حدوث أصوات مسموعة كالازيز أو الصفير ويمكن أن تؤدي هذه النوبات إلى استيقاظ المريض ليلاً مصاباً بنوبة سعال متكرر. تتباين نوبات الربو من مريض لآخر وتتباين بين النوبات الخفيفة التي تؤدي إلى اللهث أثناء التمارين الرياضية أو الاجهاد مع الشعور بالرغبة بالاستلقاء ولكن مع عدم تأثر كلام المريض، أو النوبات متوسطة الشدة التي تؤدي إلى اللهث أثناء الأنشطة العادية والرضاعة مع اعاقة القدرة على الكلام بصورة جزئية ويفضل المريض وضع الجلوس، أو شديدة والتي تؤدي إلى اللهث حتى أثناء الراحة مع التوقف عن الرضاعة عند الرضع مع عدم القدرة على الكلام وقد يشعر المريض بالنعاس وتشوش الوعي ويفضل المريض الجلوس مع الانحناء للأمام وغالباً ما تستلزم هذه الحالة دخول المريض إلى المستشفى. وقد أوردنا هذا التقسيم البسيط لنوبات الربو لكي يعرف المريض مستوى الربو لديه وكيفية تحديد شدة النوبة. لا يوجد علاج شاف لمرض الربو ولكن من الممكن السيطرة عليه ومنع أعراضه ونوباته وقد قيل إن الوقاية خير من العلاج وإن أفضل علاج للربو هو الوقاية من مسبباته.
الضروري تناول العلاج للسيطرة على نوباته والعلاج يشمل:
1- العلاج المهدىء ويطلق عليه موسعات الشعب الهوائية التي ترضي الشعب الهوائية وبالتالي تؤدي إلى تحسن التنفس وهذه الأدوية يجب أن تكون برفقة المريض سواء في المدرسة أو العمل أو البيت، كما يجب تناولها قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية.
2- العلاج الوقائي الذي يقلل من تهيج الرئتين ويجعلهما أقل حساسية للمحسنات وبالتالي يقلل نوبة الربو وينبغي أخذ هذا العلاج على الدوام ويعتبر أساسا لعلاج الربو ولا يوقف إلا بأمر الطبيب. يوجد علاج الربو على شكل شراب أو أقراص أو حقن أو بخاخ أو يعطى بواسطة جهاز البخار (نيوبلايزر) ويفضل علاج البخاخ على العلاجات الأخرى لأنه سريع المفعول، كما أن الدواء يتجه مباشرة إلى الشعب الهوائية، كما أن البخاخ يستخدم تركيزاً من الدواء أقل من ذلك الموجود في الطرق الأخرى والتي تنتشر في أنحاء الجسم ولذلك فالأعراض الجانبية تكون أقل، إذن فالبخاخات تعتبر أفضل طرق العلاج ولا تسبب أي أدمان أو تعود وهو اعتقاد خاطىء يعتقده بعض الناس حول هذه الأدوية الفعالة. أما بالنسبة للأعراض الجانبية لأدوية الربو فهي طفيفة ولا تدوم طويلاً وتتوقف عند الامتناع عن استعمال الأدوية أو تقليل جرعتها ومن هذه الأعراض الخفقان أو الرعشة أو الارتجاف البسيط. أما بالنسبة للستيرويدات أو الكورتزون فإن لها دورا فعالا ومؤثرا وحاسما في علاج الربو والجرعات التي تستعمل عن طريق البخاخ هي جرعات صغيرة وقد تسبب أعراضاً جانبية بسيطة كـ »بحة الصوت« أو فطريات الفم والبلعوم ويمكن تجنب فطريات الفم عن طريق استخدام الأنبوب مع البخاخ، أما الجرعات التي تستخدم عن طريق الحبوب فهي لفترة قصيرة ولا تؤثر على الفعاليات الحيوية للجسم أو افرازات هذا الهرمون الحيوي من الجسم. يجب مراجعة الطبيب في حالة حدوث هذه الأعراض وهو الذي يقرر ما يجب عمله لأن التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب قد يكون خطيراً. يمكن معرفة تطور حالة الربو لدى المريض بواسطة جهاز قياس كفاءة الرئة (Flow meter) في البيت. حيث يقوم بقياس قدرة الرئة وكفاءتها وسرعة تدفق الهواء منها ومقدار توسع المنافذ الهوائية حيث يقوم المريض بتسجيل النتائج صباحاً ومساءً واعطائها للطبيب الذي يقرر مدى استجابة المريض للعلاج أو معرفة شدة النوبة، كما يستطيع تحديد العلاج المناسب لتجنب نوبة الربو. يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية إذا تجنب المحسسات التي تهيج منافذ الهواء
وهذه المهمة يقوم بها بالتعاون مع الطبيب المعالج وتشمل:
الامتناع عن التدخين أو المكوث في الأماكن التي ينبعث منها الدخان أو زيوت القلي في المطبخ.
مسح الغبار بقطعة مبللة بالماء أو الزيت أثناء تنظيف الاثاث مع تجنب البقاء طويلاً في أماكن
تنظيف السجاد أو الموكيت.
تجنب الإفراط في مشاعر الاثارة كالضحك أو شعور الاحباط.
لا بأس من القيام بالتمارين الرياضية ولكن دون إفراط مثل رياضة السباحة ولكن يجب تناول العلاج قبل
ممارسة الرياضة.
ينبغي تناول العلاج الوقائي بانتظام ودقة أثناء مواسم تلقيح الأشجار والزهور وذلك لعدم إمكانية تجنب
غبار الطلع وحبوب اللقاح