سامي الشال عالم مصري في مجال العلوم الكيميائية – الفيزيائية وتقنياتها الجديدة في رصيده العلمي 10 براءات اختراع / اعداد سامية سامى النجار

عدد المساهمات : 96 تاريخ التسجيل : 02/03/2010

سامي الشال المولود في القاهرة عام 1953، هو واحد من العلماء العرب الاميركيين الذين يحتلون مكانة اكاديمية رفيعة في الجامعات الاميركية ويسجلون انجازات واختراعات باهرة في دوائر الابحاث العلمية والتكنولوجية، تخرج في جامعة القاهرة عام 76 وحصل على شهادة الماجستير في علوم الكيمياء عام 80. وبعد تعيينه معيدا ومدرسا مساعدا في قسم الكيمياء في جامعة القاهرة، تم ابتعاثه الى الولايات المتحدة الاميركية للحصول على شهادة الدكتوراه التي نالها عام 1985 من جامعة جورج تاون في الكيمياء الفيزيائية. وعين لمدة عامين استاذا في جامعة كاليفورنيا (UCLA) انتقل بعدها الى جامعة فرجينيا التي يتولى فيها منذ العام 89 وحتى اليوم، تدريس الهندسة الكيميائية في قسم العلوم الفيزيائية- الكيميائية.

اتجاهات علمية جديدة

عن اهمية علم الكيمياء الحديث يقول الشال: «على الرغم من ان الكيمياء علم قديم واساس في تقدم العلوم الاخرى، الا انه لم يعد معزولا عنها بل هو في تداخل وتفاعل معها، مشيرا الى ان «التداخلات الحديثة الآن هي بين الكيمياء والاحياء والطب والهندسة وغيرها من العلوم الاخرى». وعن ماهية الابحاث التي يقوم بها في مجال العلوم الكيميائية – الفيزيائية وتقنياتها الجديدة ومدى الاستفادة العلمية والعملية منها، يقول الشال انها «تقوم على دراسة خواص المواد الطبيعية وتحولاتها وتفاعلاتها» والتي تتمحور حاليا حول الابحاث الرئيسية التالية:

* علاقة الضوء بالتغيرات الكيميائية وما يتعلق بتفاعل المواد مع الضوء مثل طاقة الفوتون والتفاعلات الكيميائية الضوئية والتي تغير من خواص المواد نتيجة لتفاعلها مع انواع مختلفة من الضوء بطاقات متعددة.

* العناقيد «Clusters» والمجاميع المصغرة «Nanoclustes» وهما مصطلحان جديدان يبسطهما الشال بقوله: «منذ عام 87 وانا اتابع دراسة هذه المجاميع المعينة من الجزيئات المجتمعة مع بعضها البعض. وهذا مجال جديد من الابحاث لأنه في الكيمياء التقليدية تدرس المواد في الحالات الغازية أو السائلة أو الصلبة. وكما هو معلوم في الحالة الغازية تكون الجزيئات منفصلة ومستقلة في حين ان الحالة السائلة تكون الجزيئات متكدسة مع بعضها ومتقاربة، وفي الحالة الصلبة تكون اكثر قربا». ويضيف «ان تحويل الغاز مثلا الى سائل يجري يواسطة مادة فيزيائية تتحول عن طريق (nucleation) من التكثف الى حالة سائلة» مشيرا الى «ان هذه التحولات الكيميائية تستخدم لوقاية المفاعلات النووية وحفظ الجزيئات الموجودة في الجو. اما في حالة العناقيد Clusters فهي مواد جديدة ذات خواص مميزة تتجمع في مادة واحدة وتكون حالة متوسطة بين الحالة الغازية والحالة الصلبة. وهي ليست بأعداد كبيرة مثل السائلة وليست جزيئات أو ذرات مستقلة كما في الغازية. ولهذا فان المواد في حالة العناقيد تتمتع بخواص مختلفة تماما عما هي في حالات المادة الثلاث وهذا مجال شيق ومغر للبحث» على حد تعبيره. وهذه التحولات للمادة بعد تحليلها بطريقة كهرو-كيمايئية، تدخل في الصناعات التحويلية الكيميائية المتعددة كصناعة البلاستيك والاجهزة الالكترونية وغيرها.

اما الابحاث التي يقوم بها حاليا فتتمحور حول Vapor Phase Homogeneous and Ion- Induced Nucleation ومفادها كما يقول «ان النواة من المادة المتناهية الصغر، هي واحدة من اكثر الظواهر الموجودة في كل مكان. وهي ذات اهمية كبرى في مجال العلم والتكنولوجيا وتلعب دورا رئيسيا في علوم المواد ونمو البلورات والمعالجة الكيميائية وعلوم الكيمياء الفلكية والغلاف الجوي» ويضيف «ان هذا النوع من الابحاث يحتل اهمية متزايدة لدراسة التغيرات الكيميائية في الغلاف الجوي والسحب الستراتوسفيرية القطبية والامطار الحمضية وتلوث الهواء واكتشاف انواع من الحياة على بعض الكواكب». وتختصر مجلة Journal of chemical Physics الاميركية اهتمامات وابحاث الشال بقولها: « ان البروفسور الشال استاذ الكيمياء الفيزيائية في جامعة كمون وولف – فرجينيا قد اظهر تفوقا نوعيا في مجال التراكيب العنقودية الدقيقة والغاز والاستقطاب والظواهر النووية وتقنيات اشعة الليزر وانتشار الضوء وسجل في هذه العلوم 10 براءات اختراع تدخل في تركيبة نانو وصناعة السيلكون.

جوائز وتقديرات

تقديرا لمكانته الاكاديمية وتنويها بأبحاثه الفيزيائية الكيمائية المتميزة حصل الشال على عدد وافر من الجوائز اهمها جائزة المكتب القومي للمقاييس NBS عام 97 وجائزة افضل استاذ في ولاية فرجينيا عام 99 وهي جائزة سنوية تمنح لتسعة أشخاص في جميع المجالات العلمية والثقافية وجائزة مؤسسة العلوم الاميركية لتفوقه في ابحاث العناقيد (Clusters) كما منح عدة جوائز من كبريات الشركات والمؤسسات الاميركية الداعمة للابحاث العلمية المتقدمة مثل شركة فيليب موريس المنتجة للسجائر عام 2002 وشركة اكسون البترولية عام 97 وشركة داو كورننج والمؤسسة القومية للعلوم ووكالة الفضاء الاميركية ناسا ومؤسسة نيست وصندوق ابحاث البترول ومؤسسة دريفوس ومؤسسة جيفر الائتمانية التذكارية وشركة افتون الكيميائية، كما منحته الجمعية الملكية السعودية عام 2007 ميدالية جابر بن حيان تقديرا لابحاثه في علم النانو. وفي رصيده العلمي ايضا نحو 200 بحث نشر بعضها في مجلات اميركية وعالمية متخصصة وبعضها الآخر قدم كورقة عمل الى عدة مؤتمرات دولية وعربية منها مؤتمر سويسرا الدولي عام 2004 المعني بالجسيمات المتناهيةالصغر ومؤتمر تونس عام 2007 حول تكنولوجيا النانو، مؤتمر فاس – المغرب عام 2008 حول آليات البحث العلمي في العالم العربي علاوة على ثلاث حلقات عمل في مصر حول دور الليزر في الكيمياء الحيوية والمواد ذات البنية النانوية. والى ذلك يترأس الشال فريق عمل مكون من 15 باحثا من مختلف الجنسيات بينهم عرب مصريون واردنيون وتونسيون وغيرهم ممن تخرجوا على يديه بشهادات دكتوراه او قضوا فترات تدريبية لعدة اشهر مشيرا الى ان هذا النوع من التعاون بين المجاميع البحثية الاميركية والعربية يساهم في نقل التكنولوجيا الغربية الى البلاد العربية ويعزز التعاون المتبادل فيما بينها.

العلماء العرب

يثني الشال على دور العلماء العرب في الغرب عموما واميركا خاصة ويقول «ان نسبة العلماء العرب الاميركيين تكاد تفوق مثيلتها من الجنسيات الاخرى. وهذا يدل على وفرة الجامعات ومراكز الابحاث العلمية والتكنولوجية التي تلقى دعما كبيرا من قطاعات الصناعة والشركات الاستثمارية التي تجيد الربط بين الاستثمار المالي والابحاث العلمية» على حد تعبيره. ويشير الشال الى ان بعض العلماء العرب في اميركا بدأوا يستثمرون ابحاثهم في التعاون مع بعض الشركات الاميركية او يؤسسون شركات انتاج خاصة بهم وهي تبشر بمستقبل تجاري واعد.

اما الصعوبات التي تواجههم فيردها الشال الى مشكلتين احداهما اجتماعية ذات بعد وطني بمعنى ان بعض العلماء العرب يعضون على جراح الغربة على امل العودة مزودين بالعلوم والخبرات والمهارات التكنولوجية واستثمارها في اوطانهم الام، الا ان تجربة العديد من هؤلاء لم تكن مشجعة وآثروا العودة الى اميركا ومازالوا فيها الى اليوم يتبوأون اعلى المناصب الاكاديمية ومراكز الابحاث العلمية ولا يترددون الى بلدانهم الا في المناسبات او الزيارات العائلية.

اما المشكلة الاخرى فتكمن في المنافسة الشديدة مع اقرانهم الاميركيين حيث يترتب عليهم ان يثبتوا كفاءة عالية وتفوقا باهرا وانجازات متقدمة لم يسبقهم اليها احد من قبل.

وعن امكانية التعاون الاميركي-العربي يرى الشال ان بعض البلاد العربية تشكو من تخمة في العلماء وندرة في مراكز الابحاث ونقص في برامج التوجيه الجامعي. وبعضها الآخر يتمتع بثروات مالية باهظة يمكنه ان يملأ الفراغ العلمي باستقطاب العلماء العرب في الخارج واستثمار علومهم وخبراتهم بواسطة شركات خاصة او مؤسسات حكومية على غرار ما تقوم به اليابان والصين والهند ودول النمور الآسيوية التي استردت عقول ابنائها المهاجرين الذين سرعان ما ساهموا في نجاحها وتقدمها وتفوقها ومزاحمتها للتكنولوجيا الغربية والاميركية.

أعلى النموذج

» أبحاث عن علم الكيمياء (العناصر الفلزية ) اعداد / سامية سامى النجار
» مستقبل التعليم فى مصر اعداد / سامية سامى النجار
» أبحاث عن علم الكيمياء اعداد / سامية سامى النجار
» أبحاث عن علم الكيمياء (الغازات ) اعداد / سامية سامى النجار
» Introduction to inertial frame of reference اعداد / سامية سامى النجار