عالم سمسم للمسرح
أسرة عالم سمسم للمسرح ترحب بكم وترحب بآرائكم ومشاركتكم فى المنتدى
عالم سمسم للمسرح
أسرة عالم سمسم للمسرح ترحب بكم وترحب بآرائكم ومشاركتكم فى المنتدى
عالم سمسم للمسرح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عالم سمسم للمسرح

أدب - فن - مسرح - ثقافة نقد تراث
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
قريبا بالاسواق المجموعة القصصية الأولى البهلوان للكاتب والصحفى والمخرج المسرحى سامى النجار دراسة وتقديم الروائى وكاتب الأطفال فريد محمد معوض
انتظروا جريدة الموعد الرياضية فى ثوبها الجديد
قريبا فى الأسواق مجلة دنيا النجوم فى ثوبها الجديد أجرئ الحوارات الصحفية أخبار أهل الفن و الأدب
سامية والذئب مجموعة قصصية للأطفال للكاتب سامى النجار
سلوى والمكتبة قصص جديدة للأطفال للكاتب سامى النجار
قريبا بالاسواق رواية عيون تلمع فى الخريف للكاتب محمود عبد الله محمد والتى سوف يحولها الكاتب إلى مسلسل تلفيزيونى
صدور المجموعة القصصية حكايات الجد مشعل للكاتب محمود عبد الله محمد عن الهيئة العامة للكتاب وهى مجموعة قصص للطفل
تحت الطبع مسرحية الفراشة الزرقاء وهى مسرحية للطفل للكاتب سامى النجار
قريبا بالاسواق ديوان شعرى جديد بعنوان آه يا بلد للكاتب سامى النجار
صدور المجموعة القصصية ريحان والحقيبة البنية للكاتب محمود عبد الله محمد
أسرة عالم سمسم ترحب بالميدع زين العابدين فمرحبا به ونتمنى منه المشاركة بأعمالة الرائعة

 

 قصة حياة فرخة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
إسراء الصاوي




عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 23/01/2011
العمر : 35
الموقع : دمياط الجديدة

قصة حياة فرخة Empty
مُساهمةموضوع: قصة حياة فرخة   قصة حياة فرخة Icon_minitimeالإثنين 7 فبراير 2011 - 18:46


حياته مليئة بالألغاز والضحك والحزن والمواقف الصعبة واسمه مثير للضحك ، فهو شاب ضئيل الجسد وقصير القامة يكاد يصل إلى الأقزام ، وهو حسن الخلقة وطموح جداً ومحب للحياة بكل ما فيها من أفراح ومآسي منذ صغره ويتمنى أن يصبح شيئاً كبيراً، حيث يقطن في إحدى الأحياء الشعبية بالقاهرة في غرفة فوق سطح منزل من المنازل الموجودة بها واجتهد حتى تخرج من كلية الآداب قسم التاريخ .... هذا هو " فرخة".

سرعان ما تخرج وظل يبحث هنا وهناك عن وظائف له في كل الشركات الكبرى منها والصغرى ، ولكن دون جدوى فدائماً ما يقف اسمه عائقاً أمامه ورغم ذلك فهو متمسك جداً به ولا يريد تغييره ، وفي إحدى الأيام دخل شركة كبيرة حيث التقدم لوظيفة ، لكن طلبه قُبل بالرفض.

[******
(1)

دخل الشركة التي تقدم إليها ودار الحوار بينه وبين موظف الإستقبال.

فرخة: سلام عليكم.
الموظف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..أأمر يا أفندي.
ابتسم " فرخة" قائلاً : الأمر لله ، الحقيقة أنا جاي طالب وظيفة هنا في الشركة.
كان الموظف يداعب أوراق كانت على مكتبه وفجأة.. نظر إلى "فرخة" باستعلاء من أعلى حتى أخمص قدميه قائلاً : نعم! تشتغل؟! وهنا!.
فرخة: أيوة يا أفندم ، هو في مشكلة ولا حاجة لا سمح الله؟
رد الموظف بحنق شديد قائلاً : وحضرتك اسمك إيه بقى ومؤهلاتك إيه إن شاء الله؟
ابتسم " فرخة" وهو يهندم سترته قائلاً: مؤهلاتي آداب قسم تاريخ واسمي فرخة.
ردالموظف بحنق وهو يمط شفتيه للخارج قائلاً : أنا سألتك عن اسمك مش عايز تاكل إيه..
ابتسم " فرخة" قائلاً : لا يا باشا اسمي فرخة.
اندهش الموظف ونمّ وجهه عن غضب شديد وأردفه بضحكة هيسترية وهو ينظر لأعلى ويتحرك يميناً ويساراً مقلباً كفيه قائلاً : مين؟ فرخة! ها...ها...ها...ها...ها ... فرخة...حلوة ، وفقست ولا لسة؟ وأكيد ابنك اسمه كتكوت وبنتك بطة يالا علشان العشة تكمل وأمهم أكيد وزة .. ها...ها... لا حول ولا قوة إلا بالله ... إيه المصايب اللي بتتحدف عليا ديه ياربي...
غضب " فرخة" غضباً شديداً وضرب على مكتب الموظف بكفيه قائلاً : مالك يا باشا ؟ غي إيه؟ الإسم يضحك أوي للدرجة ديه؟ أيوة اسمي فرخة ومبحبش حد يتكلم على اسمي بالشكل ده وعلشان أريحك لسه مفقستش أصله مش موسم التزاوج..
غضب وجه الموظف وهبّ واقفاً قائلاً له: إنت بتهظر ياخويا ، اسمك فرخة وكمان عايز تشتغل في شركة كبيرة زي ديه ... ياسلااااام. يعني موظفينا يبقى اسمهم فرخة وبطة أمال وظايفكم يبقى فيها مين حسام ونبيل؟! ... يالا ياخويا من هنا مفيش شغل هنا .... قال فرخة قال..

********
(2)

خرج " فرخة" وهو يصب سخطه على الموظف واسودت الدنيا في عينيه وظل يمشي باحثاً هنا وهناك حتى رأى شاب في مثل سنه يُبيع " الذرة المشوي" فوقف ليبتاع منه واحداً . واتكأ بكفيه على سور كورنيش النيل ناظراً للنيل ، فلاحظ الشاب ذلك ، فأعطاه طلبه وأخذ يتحدث معه.

الشاب: مالك يا أخينا؟ شكلك غلبان زي حالاتي.. مالك السواد مالي عينيك أوي كده ليه؟
لم ينظر إليه " فرخة" ولم يعبأ به.
استطرد الشاب في الحديث وهو يهزه بإصبعه قائلاً :مالك يا بني ، حد ماتلك ولا حبيبتك طنشتك وهربت؟
نظر إليه " فرخة" مفيش حاجة ... ده حتى الدنيا حلوة والشغل كتير واتجوزت وعندي عيال كتيرة .... يا أخي مفيش حاجة في الدنيا دية تعكر ... صح؟
الشاب: شكلك كده بتتريق عليا .. عالموم أيوة يا سيدي الدنيا ديه جميلة جداً مهما كان فيها.. بالك إنت الدنيا ديه من غير همومها ومشاكلها اللي فيها وقرفها كمان ذي طبق البصارة من غير التوم المحروق اللي أمهاتنا ومراتتنا بتحرق بيه قلبنا ، الطبق ده من غير التوم المحروق متبقاش بصارة ، أهو نفس الشئ الدنيا من غير قرف متبقاش دنيا.
نظر إليه " فرخة" مبتسماً قائلاً: يا سلااااام ... دا إنت شاعر بقى وأنا معرفش ولا تكون فيلسوف مثلاً.
ابتسم الشاب وقال له: لأ يا سيدي لكن هكذا علمتني الحياة... لكن اسم الأخ إيه بقى؟
نظر إليه " فرخة" بدهشة وقال : اسمي فرخة.
اندهش الشاب وانفجر في الضحك الذي صاحبه دموع في العينين من كثرة الضحك وقال: إيه ... فرخة! يالها من وجبة شهية ، بقى الأخ اسمه فرخة ، وحزين؟ دا أنت أكيد عنك عشة بيض مش عند حد وكمان في ظل ارتفاع سعر البيضة الواحدة ، دا إنت كده ملك ، أمال مالك و.....
وقاطعه " فرخة" بنظرة غيظ وعتاب واستنكار وهمّ ليمشي ، لكن الشاب أوقفه واعتذر منه واستكمالا الحديث.
الشاب: يا سيدي خلاص متزعلش أوي كده أنا كنت بهزر معاك بس ، إنت قفشت أوي كده ليه؟
فرخة : يعني إنت بقى يسلامتك اسمك إيه؟
نظر إليه الشاب وصمت ثم قال: هه! يعني لو قلتلك مش هتضحك وتتريق؟
نظر إليه " فرخة" قائلاً: يعني هيكون أمر من اسمي؟
الشاب: لأ فيه ... عارف اسمي إيه ..... سكة.
نظر " فرخة" باندهاش إليه وقال: مين؟ سكة! وديه بقى سكة رايحة ولا جاية؟ ها....ها....
وظل الإثنان يضحكان واتبعه الشاب قائلاً: لا رايحة أصلها مبتحبش تبقى ورا أبداً ولا ترجع ... ها.....ها.... شفت بقى الضحك حلو إزا . هقولك كمان حاجة تلانية ، عارف أبويا اسمة إيه؟
نظر إليه " فرخة" وعيونه تكاد تنفجر من الدمةوع التي بها من كثرة الضحك وقال: إيه؟ أوعى تقول حديد.
أجابه سكة بإندهاش قتئلاً: أيوة... عرفت منين؟
ضحك " فرخة" بهيستريا وقال: يعني اسمك سكة حديد ، وياترى القطر اللى فيها بيودي على فين؟
ضحك " سكة" بشدة وقال : على حهنم يا باشا . ها....ها.....ها...
وضحكا الإثنان ثم تركه " فرخة" ورحل وهو لا يزال باحثاً عن العمل..

*****
(3)

عاد لبيته وصعد لغرفته فوق سطح المنزل الذي يقطن به ودخلها ؛ لتغيير ملابسه ، لكنه سمع صوتاً غريب بالخارج على السطح ، ففتح الشباك ببطء شديد ، ليجد فتاة جميلة تقف وتقوم بنشر ملابسها ، فحدث نفسه قائلاً: قشطة....قشطة... ياترى مين الجميل اللي طل علينا ده؟ أنا هطلع أشوف وأكلمها كده يمكن أعرف.
ثم انتظر وحدثته نفسه قائلة: ياخي اتنيل ... هو إنت عنتر ولا قيس علشان تطلع تكلمها ؟ افترض سألتك اسمك إيه وارتيقت يبقى شكلك إيه دلوقتي؟

لم يعبأ بكلامها وخرج ليحدثها وكانت بظهرها له فاستجمع قوته :إحم.....إحم.....إحممممم..
نظرت للوراء لترى ما هذا الصوت ، ليتها ما نظرت ، -سبحان الخلاق- في هذا الجمال المبدع! ما هذه الفتاة بالله! بفستانها الأحمر الملتهب الذي فُصل على جسدها تماماً ليبرز مفاتنها ، حيث تظهر منه ذراعيها الناصعة البياض ويمتد الفستان بقصه على الصدر بفتحة متسعة تكاد تُظهر بعض من مفاتنها ، و"إيشارب" أحمر اللون تعقدة بوردة على الجانب ويتدلى منه شعرها البني اللون وقُصة تفرقت على الجبين ، وبالنظر لشفتيها الحمراوتين تجد الفراولة الطازجة الحلوة ووجنتيها الملتهبة والتي تكاد أن تنفجر من كثرة الدم المتدفق منها ، وهذا شئ وعيونها شئ آخر ،يالله عليهما وهما مرسومتان لتذبح بها كل ناظر إليها وحاجبيها المرسوم الذي يفتت الحجر، كل ذلك جعل لعاب " فرخة" يسيل.

لم يكد ينظر إليها ، حتى سال لعابه وتلعثم في الكلام وظل ينظر إليها لمدة طويلة.
ونظرت إليه الفتاة بإستغراب شديد قائلة: مالك ياأخ . متنح كد ليه؟
لم يجب عليها وظل كما هو ماثلاً أمامها كتمثال ، فاستطردت في الحديث قائلة: مالك يا بني إنت؟ يمين بالله لو متعدلت وقلت إنت مين لأكون منسلة الشبشب ده غعلى دماغك.
وكانت قد خلعت " شبشب" أحمر اللون ملتهب ولوحت به أمامه.
استفاق "فرخة" وقال متلعثماً: أ....أنا....أنا...إنتي....إنتي...
غضبت الفتاة قائلة : يا فتاح ياعليم يارب ، لا أنت بتستهبل بقى.
رد عليها قائلاً: لأ متفهمنيش غلط . أصل إنتي حلوة أوي ومش عارف حصلي إيه لما شفتك.
استدارت بظهرها له وقالت: لأ ياخويا فتح وشوف كويس علشان متتعماش.
ابتسم وقال: لكن الحلوة منين ؟ر تقريباً إنتي جديدة في المنطقة.. إنتي من هنا ... من كوكبنا الأرضي؟
الفتاة: ليه إن شاء الله ده على أساس إنك غفير، لأ يا خفيف الدم أنا من كوكب المشترى..
ضحك وقال: لأ يا جميل أنا تقريبا أول واحد جه المنطقة ديه وبالأخص العشة اللي أنا ساكن فيها ديه ... لكن الجميل اسمه إيه؟
رددت على مضض وهي تقول : بطة.
ضحك " فرخة" بشدةوتحرك يميناً ويساراً مقلباً كفيه وقال: يا ربي ... بطة! على كده بقي أختك اسمها وزة وأمك فرخة وأبوكي ديك.
نظرت إليه بغضب شديد ولم تتحدث.
استطرد هو في الحديث قائلاً: لألأ ... متزعايش أصل أنا كمان اسمي فرخة وكنت فاكر إن أنا بس اللي اسمه يقرف ، يا سلااااام لو اوحدنا ... ندراً عليا لابنيلك عشة على الطراز الإلماني ووفر فلوس ونجيب علف لينا وللولاد اللي بالطبع هيكون الأول اسمه ديك لأنه الكبير والمتوسطة وزة علشان حقوق المرأة والصغير كتكوت لأنه آخر العنقود ، ويا سلااااام على الشبكة اللي هقدمها ليكي بقى عبارة عن إيه ،شوية قش إنما إيه ذي القشطة تبيضي عليهم بدل منروح عشش الناس ويولدوكي ... ها....ها...ها..
غضبت الفتاة وألقت بملابس كانت في يديها على وجهه قائلة: تصدق إنك غبي ومعندكش أي دم...
نظر إليها وطلب منها السماح وتركته بعد أن أخبرته بأنها تسكن في الشقة بالأسفل م نالسطح أى في -الطابق الأخير- وظل هو تائهاً ويهيم كل ليله مع القمر الوحيد..

*****
(4)

وبعد جهد وعناء استلم وظيفة في إحدى الشركات الصغيرة في الإرشيف والتي لم يمر عليها شهر إلا وقد تركها ، حيث لا يحب الملل الذي بها من جلوس كثير وكلام أكثر عن كل شئ تافه من وجه نظره.ووجد نفسه يذهب لـ " سكة" بائع " الذرة المشوي" وحكى له آخر أخباره فعرض عليه العمل في وظيفة آخرى.

سكة: يااااه... إنت فينك يابني ؟ أنا كنت فكرك هاجرت ولا حاجة.
ابتسم " فرخة" وعانقه قائلاً : لأ ياسيدي الهجرة مش للي ذينا .
وبعد أن قص عليه حكايته عرض عليه " سكة" وظيفة .
سكة: طيب ، بقلك إيه ، إيه رأيك لو اشتغلت ممثل؟
نظر " فرخة" باستنكار إليه وقال : إنت بتتريق ؟ أمثل إيه يابني ... ده الشركات رافضاني علشان اسمي يبقى المخرج هيقبل بيه؟!
سكة : اسمع بس المستكاوي بيه ده منتج ومخرج كبير أوي شوفه وبعدين ربك يحلها.

******
(5)

مشى الإثنان ودلفا لمنزل " المستكاوي" - والذي كان كبيراً ومتسع يشبه القصور- ، حيث دخلا ولم يكد " فرخة" يرى ذلك حتى أمعن النظر فيه ما أعلى وأسفل ويمين ويسار محدثاً نفسه قائلاً: ياولااد الإيييييه الواحد مش لاقي لا أكل ولا شغل وإنتوا نهبين البلد في كرشكوا.
وخرج عليهما " مستكاوي".

مستكاوي: أهلاً يبكم...اتفضلوا.
سكة: معلهش ياباشا إنت عارف إني بحبك أوي وعشمان فيك إنك تشغل الواد الغلبا نده أي حاجة إن شالله كان كمبارس.
نظر " مستكاوي" بإندهاش وقال: اسمك إيه يابني؟
أجابه " فرخة" بتردد شديد قائلاً" فر....فرخة يابيه.
غضب " مستكاوي" وقال: إنت بتهزر يا حبيبي ، بقلك اسمك مش عايز تاكل إيه..
تغير وجه " فرخة" وقال: لأ يابيه اسمي...اسمي فرخة ذي مقولت لحضرتك من شوية.
اندهش الرجل وقال : وعايز تمثل ؟ لأ طبعاً ، اسمك لازم يتغير ويبقى.....ويبقى تيمور.
اندهش " فرخة " وهمّ ليحدثه ، لكن " سكة" لكزه بشدة ليصمت.

و-بالفعل- دخل في تدريبات ومرة واثنان وثلاثة حتي أصبح نجماً وممثلاً مشهوراً ، وأصبح لديه العديد من المعجبين والمعجبات وامتلك السيارات الفارهة بعد أن كان يستقل الإتوبيس وسكن في إحدى الأحياء الراقية على النيل بعد غرفة على سطح المنازل.

وأما " بطة" فظلت كما هي سعيدة بجيرانها وأهلها وأصدقائها في منطقتها وكأنها امتلكت العالم كله ، لكن " فرخة " امتلك كل شئ وكأنه لم يمتلك شئ وكرر مرات الطلب على " بطة" لتذهب وتعيش معه ، لكنها دائماً ما ترفض. كرر في المرة الأخيرة التنازل عن كل شئ وذهب ليعيش معها هي.

*****

(6)

كانت " بطة" قد أصابها مرض " اللوكيميا" أو " سرطان الدم" ولازمت الفراش على إثره أشهر قليلة وهذه المرة تجمع الجميع من جيرانها والأصدقاء حولها وهي تائهة ويحدثونها ، فترفع عيناها للسماء مبتسمة ثم تنزلها ثانية وكأنها ترى " فرخة" يحلق في هذه السماء أو أنها تنتظره ، ولم تمر ثوان حتى رأى الناس الواقف على الباب ؛فقد كان " فرخة" والذي لم يتملك نفسه عندما رأها على الفراش ولم يستطع أن يحرك قدميه وكأنه أصابه " الشلل" وانفجرت عيونه بالبكاء الشديد الصمت دون صوت، وعندما لم تسمع " بطة" صوت الجميع فتحت عيناها ببطء شديد لترى حبيبها أمامها فتهللت أساريرها ورفعت رأسها قليلاً وذراعها الأيمن وقالت : ف... فرخة.. ثم عادت لوضعها ثانية.

ذهب إليها وهو راكعاً على قدميه وممسكاً بيديها ومقبلهما والدموع تتساقط بكثرة على يديها وقال بصوت مخنوق: بطة... حبيبتي ، مالك يا قلبي؟
ردت ببطء شديد وهي تنظر إليه بأنفاس متقطعة وصوت مخنوق : فـ....فرخة ، الحمدلله ، يا حبيبي ... شو....شوفتك قبل .... قبل ما أروح هناك ، فاكر.... فاكر يا فرخة أول مرة اتقبلنا قولتلي إيه ،لما .... لما قولتلي إنتي من كوكب الأرض ... فاكر رديت قولت إيه؟
أجاب " فرخة" والدموع لم تتركه قائلاً: آه ، فاكر ياروحي ، قولتيلي.... قولتيلي إنك من كوكب المشترى ، ساعتها اتنميت أن أجيبلك المشترى لحد عندك والقمر كمان ، اتمنيت لو كنت أنا المشترى وإن قلبي هو المشترى نفسه وإنتي ساكنة فيه.
ابتسمت وهي تكز على يديه قائلة: يا بكاش... طول عمرك دمك خفيف يا فرخة ، لكن الله أعلم لما أطلع هاروح فين؟ المشترى ولا عطارد؟ الجنة ولا النار يا فرخة.فاكر...فاكر العشة اللي عايز تجيبها على الطراز الألماني؟
فرخة: أيوة فاكر يا حبيبتي وفكر كمان كتكوت ووزة ، ديه كله أحلامنا البسيطة يا بطة علشان كده لازم تكوني معايا علشان نحققها سوا.
ابتسمت قائلة: مش بخطري يا فرخة.. ربنا يعلم أنا نفسي أكون معاك وجنبك ،ده أمره هو.
وقد أشارت بإصبعها لأعلى -إشارة للمولى عزوجل-.
توسل إليها وتحرك إلى قدميها ومسح عليهما وقبلهما والدموع تكاد تنفجر لتملء الحجرة وقال : لأ ....لأ متقوليش كده علشان خاطري يا بطة ... أبوس رجلك أنا مليش حد غيرك ، خدي كل حاجة ليه لكن متسيبنيش ، خليكي جنبي . دا أنا جيت وقررت أسيب كل حاجة وأفضل عندك.
مسحت بيديها عليه وقالت: لأ ... لأ يا فرخة إنت وصلت لمجهود مضيعوش إنت نجم كبير واك.... واكيد ليك مستقبل كبير ، لكن أنا رايحة.
أجابها : أتوسل إليكي ... متقوليش كده... علشان خاطري .
ثم ارتقي لأعلى قليلاً وهو لا يزال راكعاً ومسح بيديه على وجهها قائلاً: بطة ... أنا مقدرش أعيش من غيرك .... علشان خاطري..
أكملت حديثها وهي تنظر للسماء وعيونها مليئة بالدموع وقالت : عارف يافرخة ، إنت بالنسبة لية كل حاجة ، أقسملك بشرفي إنني محبتش حد غيرك ، كل دمعة من دموعي بينطق باسمك ، كل نبضة من نبضات قلبي بتحبك ، كل قطرة من قطرات دمي بتنادي اسمك.... لأ إنت أطهر وأعظم من دمي يا حبيب عمرى كله.
قبض على يديها وضغط بشده وقال : لأ يا بطة.... أنا حبيبتك بجنون قبل وبعد كل حاجة وأكتر من أي حد ، أقسملك بالله العظيم ، أقسملك بشرفي ، بكل نجمة في السما ، بكل دقة من دقات قلبي ، بكل قطرة من قطرات المطر ، بكل همسة من همسات العشاق ، أعشقك ولم أحب غيرك . علشان كده مش لازم تسيبني وتمشي ومش هسيبك تضيعي من يا بطة ... فاهمة؟

زوكان قد انكب عليها برأسه وقال ذلك بصوت مخنوق وعندما لم تجب عليه رفع رأسه ببطء شديد وهزها بعنف قائلاً: بطة.... بطة..... ردي عليا علشان خاطري ، ليه مش عايزة تردي؟ إنت عملتي ليه كده؟ دا أنا اتذللت ليكي علشان متروحويش مني للدرجة ديه مش بتحبيني؟!

كرر الموقف مراراً وتكراراً والجميع من حوله منفجرين في البكاء منذ بداية حديثهما حتى النهاية وتركوه ، ليعودوا في اليوم التالي منكباً عليها وممسكاً بيديها بقوة وكذلك هي ، ليجدوه قد فارق الحياة معها ، وبكي الجميع بكاءاً شديداً بكت له السماء وخسف له القمر وأسدل الليل ستاره عن قصة حياة فرخة..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الشاعر
عضو جديد
محمد الشاعر


عدد المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 17/01/2011

قصة حياة فرخة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة حياة فرخة   قصة حياة فرخة Icon_minitimeالسبت 5 مارس 2011 - 14:41

رائعة دائما فى تقدم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة حياة فرخة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حياة بدون ودود
» حياة نخلى ( كاتبة ) لحظة مخاض
» وجاشت نفسي بمقطع حزين شعر حياة نخلى
» أسرة عالم سمسم ترحب بالكاتبة حياة نخلى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم سمسم للمسرح  :: قصة قصيرة :: قصة قصيرة-
انتقل الى: